الذكرى 56 من إستقلال الجزائر وإسترجاع سيادتها
إن تاريخ *الخامس جويلية* 1962 يسجل إحدى أجمل الصفحات من تاريخ دولة الجزائر في الكفاح بهدف نيل الاستقلال و استعادة السيادة الوطنية المسلوبة عقب مائة و اثنان و ثلاثون سنة.
من الانتزاع و تسخير الأموال الطبيعية و البشرية للبلاد من المستعمر الفرنسي، و هو
مناسبة للترحم وعرفانا لأولئك الدين وهبوا أنفسهم و دمائهم الزكية الطاهرة فداءا
للوطن كما انه مناسبة و ذكرى لأخذ العبر و الدروس في التضحية و الفداء.اذا كان تاريخ الخامس جويلية 1962 هو خاتمة عهد الاستعمار، فانه في المقابل يذكرنا بدلك اليوم التعيس من 05 جويلية 1830، حيث أتيح لفرنسا الطامعة تقصي نواياها التوسعية المتمثلة في انتزاع جمهورية الجزائر ضاربة عرض الحائط كل المواثيق و القوانين العالمية أنداك.
ان مشاركة ألاف من الجزائريين أثناء الحربين العالميتين الأولى و الثانية في القتال تحت الراية الفرنسية و مع انتشار الأفكار التحررية. سمح للمقاتلين الجزائريين بترتيب أنفسهم على نحو جيد، ومع ارتكاب المجازر الشنيعة للثامن ماي 1945، فان كل الحظوظ في التسوية السياسية من اجل إتمام الاستعمار نهائيا من جمهورية الجزائر.
ان كفاح الشعب الجزائري الذي اندلع في الواحد شهر نوفمبر 1954، يدخل ضمن الحركة الواسعة من اجل تحرير الأمم. اتخذ طريق الصراع العسكرية. كحتمية فرضت عليه من طرف محتل لا يتجاوب مع أية سياسة واقعية. و غير قادر على تخطى عقدة الاستعلاء و الاحتقار تجاه شعبنا. و في أعقاب زيادة عن سبع سنين من الكفاح و التضحيات و نحو 1.5 مليون شهيد، فان السعر المدفوع كان غاليا للغاية فبالرغم من المجازر و ممارسات القساوة التي مورست في حق الشعب، ورغم الدعايا للجيش الاستعماري مقابل المجاهدين، فان الكفاح المسلح تم خوضه بشجاعة و عزيمة.