-->
مرحبــــــا بنـي والبــــــــــــان مرحبــــــا بنـي والبــــــــــــان
Website Traffic
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

أصنع الخير وأتركه سيعود إليك يوما ما


أصنع الخير وأتركه سيعود إليك يوما ما


كان فلاح فقير يدعى فلمنج يعيش في اسكتلندا، وكان يعاني من ضيق ذات اليد والفقر المدقع، لم يكن يشكو أو يتذمر لكنه كان خائفـًا على ابنه فلذة كبده، فهو قد استطاع تحمل شظف العيش ولكن ماذا عن ابنه؟ وهو مازال صغيرًا والحياة ليست لعبة سهلة، إنها محفوفة بالمخاطر، كيف سيعيش في عالم لا يؤمن سوى بقوة المادة؟ 
ذات يوم وبينما يتجول فلمنج في أحد المراعي، سمع صوت كلب ينبح نباحًا مستمرًا، فذهب بسرعة ناحية الكلب حيث وجد طفلاً يغوص في بركة من الوحل وعلى محياه الرقيق ترتسم أعتى علامات الرعب والفزع، يصرخ بصوت غير مسموع من هول الرعب، لم يفكر الفلاح بل قفز مباشرة بملابسه في بحيرة الوحل ثم أمسك بالصبي وأنقذ حياته من الموت.

وفي اليوم التالي، جاء رجل تبدو عليه علامات النعمة والثراء في عربة مزركشة تجرها خيول مطهمة ومعه حارسان، اندهش الفلاح من زيارة هذا اللورد الثري له في بيته الحقير، هنا أدرك إنه والد الصبي الذي أنقذه من الموت.
قال اللورد الثري: لو ظللت أشكرك طوال حياتي، فلن أوفي لك حقك، أنا مدين لك بحياة ابني، اطلب ما شئت من أموال أو مجوهرات أو ما يقر عينك.
أجاب الفلاح: سيدي اللورد أنا لم أفعل سوى ما يمليه عليّ ضميري، وأي فلاح مثلي كان سيفعل مثلما فعلت، فابنك هذا مثل ابني والموقف الذي تعرض له كان من الممكن أن يتعرض له ابني أيضا.
أجاب اللورد الثري: حسنـًا، طالما تعتبر ابني مثل ابنك، فأنا سأخذ ابنك وأتولى مصاريف تعليمه حتى يصير رجلاً متعلمًا نافعًا لبلاده وقومه.
لم يصدق الفلاح وطار من السعادة، أخيرًا سيتعلم ابنه في مدارس العظماء، وبالفعل تخرج فلمنج الصغير من مدرسة سانت ماري للعلوم الطبية، وأصبح الصبي الصغير رجلاً متعلمًا بل عالمًا كبيرًا .. نعم؛ فذاك الصبي هو نفسه سير ألكسندر فلمنج (1881 ــ 1955) مكتشف البنسلين penicillin في عام 1929، أول مضاد حيوي عرفته البشرية على الإطلاق، ويعود له الفضل في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية، كما حصل ألكسندر فلمنج على جائزة نوبل في عام 1945.
لم تنته تلك القصة الجميلة هكذا بل حينما مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي، كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته، نعم مجموعة من المصادفات الغريبة، لكن انتظر المفاجأة الأكبر، فذاك الصبي ابن الرجل الثري الذي أنقذ فلمنج الأب حياته مرة وأنقذ ألكسندر فلمنج الابن حياته مرة ثانية بفضل البنسلين رجل شهير للغاية، فالثري يدعى اللورد راندولف تشرشل وابنه يدعى ونستون تشرشل أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور، الرجل العظيم الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية (1939 ــ 1945) ويعود له الفضل في انتصار قوات الحلفاء (انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ) على قوات المحور (ألمانيا واليابان).
هذه الحكاية العجيبة بدأت بفلاح بسيط وفقير أنقذ طفلاً صغيراً

إذا عملت معروفاً فلا تنتظر شكرًا من أحد، ويكفيك ثواب الواحد الصمد وثق تمامًا بأن الله لن يضيعه أبدا. 

عن الكاتب

Beni Oualbane ، مدون عربي جزائري يعشق المعلوميات والتدوين ، ويهتم بكل ما يخص المنطقة"بني والبان"و أشارك كل ما أراه مناسب و جديد و يأتي بالفائدة على الجميع ان شاء الله ،

التعليقات